السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الكتابة شعلة … مضيئة … تحتاج إلى وقود … و وقودها قد يكون بقراءة كتب … مشاهدة أفلام … تأمل في الطبيعة أو في تصرفات الناس أو قراءة في كتاب الحياة … أو أحداث تمر بك … أو بغيرك … تسمعها تراها أو تختبرها …
الكتابة ترجمة لما في الفكر يسري و منه يتسرب … تعبيراً عن إحساس ، رسماً لصورة أو وضع لأساس … في مفهوم بين جنبات عقلك تحمله ، و به قناعة تملكها ، مع الممارسة في الكتابة و قراءة الواقع من حولك قد تتغير … أو تزداد قوة و تتركز لتكون لغيرك مغير …
الكتابة أداة … و ليست هدف … أم انها لبعضنا هدف و غيرنا يراها … لأهدافه أداة …
هي نقل للمعلومة … تبيان للكلمة و لفظ معناها في أحرف مبتغاها … هي فكرة … تعرف كيف ترسمها و إلى الآخر توصلها و في ذهنه تثبتها … كلوحة تحب أن تراها في غرفة معيشتك … لا تفارق ذهنك … ولا عنه تبتعد …
إن أردت أن تكتب … فلا تفعل شيئا أكثر من أن تتأمل … تتدبر … تنظر حولك … كأن تخطر ببالك فكرة … لماذا دائما الغبار و الأشياء تنزوي و تسكن إلى زوايا السلالم ولا تبقى في وسطها ؟
أن تخطر ببالك فكرة أن ترى العالم من خلال عين ، لا يمكنها أن تحكي قصتها … و لكنك تأملت و رأيت و فكرت و إلى تلك النظرة وصلت …
أن تروي فكرتك و أنت تقف بين عيني … نملة … أو في قلب قطعة حلوى … و ربما … تعيش حياة أمير … و تصاحب رجلا فقير … تزور قطة في الشوارع مشردة … أو أنك تروي حكاية عن طفلة بطريقة محددة …
أنت وحدك تملك الكلمات التي تتولد بحطب الأفكار … و التأمل ليل نهار … يزيدها توهجاً و إزدهار …
الكتابة جزء لا يمكن أن تفصله من التعبير عن النفس … نقل رؤيتك لمن يرى أحرفاً أنت أشعلتها بأفكارك و ما جمعت لها من وقود …
تبحث عن ما يثري أفكارك … لا تتعلق فقط بالحزن ، ولا تركن للسهد و الفقد … بل أنظر حولك … هناك مخلوقات حولك تعمل ليل نهار … لا تتوقف و لا تتعب … هناك قانون يحكمها ، هناك حولك و بين جنبيك … رئة دون تحكم منك تعمل … بلا تعب … و إن كنت ممن يسيئون إليها بحشوها بالموت سُمّاً بإرادتك ثمنه تدفع … أنظر فيك … و ستجد أنك غموض يحتاج إلى أن تدرسه … تأخذ وقتك فيه و تتأمله …
الكتابة قد تقودك إلى رؤية ما لا يراه غيرك ، و إن كان غيرك يرى ما لا تراه … و لكن… سيكون لك نظرتك … فقط إجمع لها الوقود … ولن يكفيك فقط جمع الوقود … بل أنت بحاجة إلى الجلوس و جمع ذاك الوقود و إعطاء الفرصة للشعلة أن تنطلق … بين ورقة و قلم … تكبر … تزداد تطورا بزر و شاشة … من ثم … في مساحة تخصك تنتشر … لتلاقي الأعين التي تجمع لفكرها حطباً … من ثم فيما تراه لها خيراً تستعمله …
جرب … أن تلتزم بموعد للكتابة … و ليكن هذا الموعد … كلما خطرت ببالك فكرة … كلما صادفت عوداً من حطب في طريق تأملك تقابله …
جرب … إشعال شعلة … و لتكتب … ما ستفرح برؤيته … ينير دربك في وقت ، لن يكون فيه إلا ظلمة و نور ما قدمت قبله من عمل …
جرب … إشعال شعلة خير …
شكراً…