من كل شي شوية ... لما كنت انخبرش زمان ... وتوة ... خرابيش

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

لهذا نشتاق ...

By 1:39 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



عند الولادة... 
بأمس الحاجة للحماية نكون... 
لشدة لين العود و ضعف البنيان...
ولكننا حينها لا نشعر بأن هناك من يحمينا وعلينا بالعطف يدر ...

اليوم... 

بالرغم من إزدحامنا وكثرتنا حول بعض... 
بالرغم من سهولة التواصل بيننا وكثرة أزراره...
إلا أننا أمسينا أقرب إلى العزلة من أي وقت مضى...
بتنا نشتاق لمن بنا دون مقابل، بلا ثمن، يهتم... 
نحنّ إلى ذاك الإحساس الذي يشتاقه كل إنسان... 
الإحساس الذي لم نعرف غيره عند إستقبال الحياة لنا...
ذاك النابع من رحم الرحمة... و حضن الإهتمام... 
ذاك الإحساس بالحنو ودفء الأحضان، دون مقابل...
ذاك الفيض من الحنان لشدة ضعفه وحاجته للحماية...

حاجته للحماية التي معه إستمرت... 

غير أنه اليوم لم يعد بحاجة للحماية لأن جسده ضعيف أو أنه مازال وليدا لا يعرف من الحياة أكثر من وجه أم وأب...

لا...

إنه اليوم بحاجة للحماية لأن مشاعره باتت هزيلة، ترتعد لشدة الجوع والوحشة... 
تنظر بعين مستجدية بعض الإهتمام...
بعض الحنو...
شيء مجاني لا يُطلب مقابل حنانه ...

لتعود إليه مشاعر وأحاسيس لا يذكرها الطفل.... ولكنه يدركها عندما يصبح هو من يعتني بالطفل... ليشتاق مجددا أن يكون هو الطفل...


شكرا