السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جمعة هذا راجل تايه ضيع نفسه و ضيع مرته وعياله في جرة الشرب وأصبح إسمه جمعة الطاسة ... وفي الي قال جمعة هذا لو تفك منه الطاسة يطيح على وجهه لأنها هي الي ماسكته واقف وهو يدعدع...
لا شغلة لا مشغلة والعتبة متع الحوش انطبع عليها مقعده من كثر القعدة عليها ... والجيران لا عاد عرفو يخشو لا يطلعو وصباياهم يسمعن في كلامه الي يقشر الوجه لكن شن بيديرو له... سكران ما يوعى لا لروحه لا لعياله... وما في حد الا ما حاول ينصحه ويخليه يبطل الشرب ويشقى بحياته ، شكو لهله لخاله و أعمامه
لكن ... لا حياة لجمعة إلا الشرب والطياح قدام الحوش لين الكل فقد فيه الأمل... والشرطة دار معاهم صحبة وفي الي يشرب معه مرات فمعش يدورو فيه ويقولو له غير فكنا من الهرجة وخلي الجيران في حالهم... وأهم شي ما اضايق البنات في الشارع...
يوم من الأيام الي الصهد فيها يستمر لنص الليل ... خاطمعمك إمحمد على غير عادته من الشارع الي يقعمز فيه جمعة قدام حوشه، ماشي للجامع يصلي العصر لأن الشارع الي يمشي منه فيه خيمة عرس مسكرة الشارع... هو وجماعة آخرين... شافه كالعادة متكي على الباب أيديه على أركابه ورقبته بينهم طايحة و وجهه في الأرض... صيح له الحاج إمحمد قال له بصوت جهوري عالي طرطش الهدوء أو أي شي كان غاطس فيه جمعة في هذك الساعة... يا جمعة...
رعش جسم جمعة و رفع رأسه كأن في حد ينوض فيه من النوم ... وبنص عينه الفاضلة من ثقل الشرب وشاربه نص طايح... يبي يشوف من يضبح عليه في هالوقت و الصهد يشوي الوجه...
فقال له الحاج إمحمد وهو مازال مستمر في المشي للجامع... الله يهديك... و عدا و سيبه...
في يوم كانت البرودة فيه بحرية بعد كم يوم من الصهد الي مر على البلاد... كان جمعة ماشي للجامع يصلي وهو يحكي لسليمان الي ماشي معه للجامع حتى هو قال علي ما كلموني ناس وحاولو ينصحوني شي يا راجل كأني ما كنت نسمع فيهم أصلا... لكن يومها كلمة الحاج إمحمد طاحت علي تقول دقة مسمار في رأسي كأنه كنت نراجي فيها تطلع منه... كأن حد صب علي حاجة مسقعة إجمدت في مكاني ... شن بنقول و الله ...
و الظاهر أن نية الحاج إمحمد كانت صافية وكلمته نابعة من القلب... خلت جمعة أحسن واحد في الشارع وعوض هله عن كل الي داره قبل والشارع قعد أحسن شارع بعد الصايع فيه عرف ربي، وقوته في الضياع صارت قوة في الحق ومنه كم كبير من الشباب بطلو الشرب وكله في جرة كلمة من الحاج إمحمد... الله يهديك الي قالها وكمل طريقه للصلاة ... ومعش سأل علي جمعة لين جاه بروحه حب على رأسه و ما فاتاته صلاة ولا شكا منه حد من يومها...
شكراً