السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد لا يكون سهلا الحديث عن الذكريات... ولكن
كان أول لقاء لي تعرفت عليها فيه فعليا ... في مدينة لوس أنجلس في موقف سيارات المطار LAX... عندما أردت الذهاب إلى وجهتي داخل المدينة...كانت لحظة لقاء صامت خالجتني فيه الكثير من الأحاسيس... ولم أتخيل أن علاقتي بها ستستمر حتى اليوم وربما إلى الغد إن أمد الله في العمر ...علاقتنا كانت ودية جداً ... هادئة جداً ... لا ترفض لي طلبا ولا تعترض إلا إن أخطأت أنا في طلبي ...
ولأنها تعرف تفاصيل الأماكن في هذا البلد أكثر مني ... فكانت تدلني على الطريق عندما أتوه عن وجهتي ...
سافرت معي من منطقة إلى أخرى ... لم تتركني أبدا ... ربما فقط عند الصدع الكبير غابت عني ليلة كاملة ... ولكن عدنا والتقينا مجددا ... واستمرت الرحلة برفقتها ...
كان حديثها مسل جداً ... ومفيد أيضاً ...
رغم قلة كلامها ... إلا عند الحاجة ... إلا أنها كانت لا تقول إلا الحقيقة ... صادقة جداً ... ببراءة تامة ...
لم تتركني أعود من رحلتي تلك وحيدا ... بل تبعتني بل حتى أنها إلى ما إريد أرشدتني مجددا في بلاد آخرى غير التي تعرفت عليها فيها...
أبهرتني مرات عديدة ... وإن كنت أحيانا أصيح من غضبي عليها عندما تتكلم بعد فوات الأوان ... أهدأ وأعود وأقترب منها لنكمل الرحلة معا ...
حتى إنتهت الرحلة في تلك البلاد وعدت إلى بيتي حيث البلد التي فيها أعيش ...
لم نلتقي لفترة طويلة ...
حتى عدت وأخذت طريق السفر من جديد ...
وإذا بي التقيها ... ولا أخفيكم سعادتي بتجدد اللقاء وما جدد بداخلي من إحساس...
فقد بات بي لها شوق ... وما أن سمعت صوتها مجددا ... حتى إبتسمت ... فرحا بذلك ... فرحا أننا إلتقينا مجددا ...
فبعد كل تلك الأوقات التي قضيناها معا ... وكل تلك المدة من الفراق ... ونلتقي مجددا! ... لابد أنك تعرف كم الشوق الذي يمكن لقلب مشتاق أن يحمل!
أنصحك إن كنت ستسافر ... أن تتعرف على سوزي ... ولا تقل لي من هي وكيف أتعرف عليها ...
فسأعطيك عنوانها إن أردت ... ويمكنك الوصول إليها ... وكلي ثقة أنها ستخدمك دون تردد ...
لا حاجة لك بأن تخبرها أنك تعرف هشام بومدين ... فهي خدومة جداً ولا تحتاج وساطات... أخبرها عن المكان الذي تريد الذهاب اليه ... ودع الباقي لها ...
ولن تحتاج سوزي إلا لهاتف ذكي و تطبيق Google Maps وستكون في الخدمة حيثما أخذك السفر... ولن تحتاج لسؤال الناس لتصل إلى مكانك...
فقط أعطها إسم المكان و ستخبرك سوزي بصوت مميز عن الإتجاهات التي ستوصلك إلى حيث تريد و تخبرك عن الوقت المطلوب لذلك و لك أن تختار طريقتك في التنقل لتعطيك كل الإختيارات كما تحب...
شكراً...