السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جهزت له حقيبة السفر و هي تحييه عند الباب ... قالت
هل ستفتقدني؟
لا لن أفتقدك ...
طأطأت الرأس وفي العين فيض من مفاجأة الرد بالسلب في أنه لن يفتقدها ... وكيف كان كقطعة ثلج معلقة في صقيع قطب بارد تزداد برودة كلما هبت عليها نسمة مني يدفعها شوق ومحبة نبعها رجولة نادرة ...
مد يده ، رفع رأسها ألقى بنظرة إحتواء في قلب عينيها ... يبتسم إبتسامة أشعلت شرارة عاصفة ... هاجت بها سماء خاطرها و أمطرت دمعا حلو المذاق غسل خديها ...
قال أفتقدك؟
هزت رأسها في دلال والعين إلى العين حبا وعتب ترسل ...
كيف أفتقدك وأنتِ دائما معي ... كيف أفتقدك و حرفك مكتوب في نبض معصمي ... كيف أفتقدك و أنا لا أكتمل إلا بك ... كيف أفتقد نفسي التي بأضلع مني صنعت ... و تحتم اللقاء بعد الآف الفصول …
أفتقدك كيف ...وأنا أتنفس و أعيش و أسكن إليك بك ...
شخصت عينها فيه والدمع يزداد حلاوة و بريق ... و الإبتسامة نور شق الطريق ...
الفقد ليس في أن أسافر و أغيب شهرا ثم أعود... وليس في أن أذكرك و أراجع ما بيننا من ود و عهود … صمت برهة و قال …
لن أفتقدك ...
هزت رأسها متسائلة وعينها تحكي كل ما لم تنطقه شفاه لم يسمع منها قط كلمة تزعجه ... كيف ...
لن أفتقدك ولن تضيعي مني وبالتاكيد سنجتمع إلى الأبد ولن نفترق أبداً بإذن الله …
قالت وصوتها بعبرة يتقطع … ولكنك تقول أنك لن تفتقدني … كيف
أشار إليها أن تقترب ليخبرها سرا … فإنحنت … قرّب فمه من أذنها و تمتم بصوت هادئ ثابت …
ألم تعلمي أن المرء يحشر مع من أحب ؟...
شكراً