السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يغطي تفاصيل وجهه شعر لحيته الكثيف ملتقياً بكثيف شعر رأسه وحاجبيه ...
أنفه لا يكاد يرى ولا عينيه ... بياض غطى ذاك الشعر وفيه تفشى...
شقوق في بشرته مرسومة عن كل يوم سار فيه على التراب حافي القدم لتحمل تشققاتها من كل أرض ما يسدها ويرسم بها أخاديد في التربة...
يحمل معطفا بيد و بالأخرى معول من خشب في كيس خيش أشهب ...
كتف عليه حبل معلق في اخره قربة ماء فارغة و الجدب شقوق على جلدتها منقوش...
صدى صوت من بطنه يصدر كسقوط حجر في بئر بالجفاف معهود ...
بني لون ما تبقى من أسنانه يفضح نتانة رائحة فمه لمجرد رؤيته ...
خلّف خلفه جيفة يعرف بها في كل مكان مر به، فروائح ما يرتديه من رث ثياب لم يفارق جلده ولم يذق رطوبة النظافة ...
ومع كل ذلك ... كان يسب الجميع ويشتم الكل ويلومهم على ما هو عليه فيصيح فيهم...
كل ما أنا فيه بسببكم لأنكم أنتم وأنتم ولولا أنكم أنتم أنتم لما كان هذا حالي ...
فسحقاً لكم تباً لكم حمقى لا تفقهون ولا تعرفون قيمتي وستندمون أشد الندامة على ما تفعلون...
صاح حتى بح صوته ...
ثم أكمل كوب قهوته الإيطالية الغامقة وأطفأ سيجارته الفاخرة وضع الجريدة جانبا … تغطى ونام
شكراً...