السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مكان أرواح كثيرة تحوم فيه متنقلة في أجساد تكسوها بما إختارت أنفسهم، كل في شغل له منهمك...
لحن على مهل يعزف على وتر المارة ... ينتظر لقمة من حديد إليه تلقى...
عجائز قضى الشباب منهن عمرا وأبقى لهن الضهر منحنيا و الشيب على الرأس طلاء...
شيوخ على مهل يسيرون… أطفالا صغار على مهل يلحقون...
فتيان من العمر في ريعانه يمرحون يركضون يجتازون الشيخ لا يعيرونه أي اهتمام ولا للعجائز يكترثون... يتركون الدنيا خلفهم نحو لذة يشتهونها يسعون ...
هذا يدفع عربة نحو شيخوخته بها رضيع نحو شبابه فيها يلعب ...
ذاك ينفث دخان سيجارة بلا جمر ولا علبة سجائر صدره بها يحرق...
تلك تحكي له ولغيرها ينظر… آخر يحدثها وأنفها في السماء معلق…
ألوان أطوال أشكال أحجام لغات وأفكار مختلفة... تحملها تلك الأرواح التي في أجسادها قريبا حيث هو تحوم...
هذا عكاز يساعد عجوزا يسندها وهي بسرعة العكاز تسير ...
ها هم بأمل في غد يجمعهم بعضهم يتأملون...
تلك تجر أرطال الدهن على الجسد الذي سكنته روحها و تثقل على القلب نبضه... كلب هناك يجر صاحبه أم الصاحب كلبه يجر...
توقف اللحن وهدأ...
ولكن ضجيج فوضى الكلمات تواصلا بين تلك الأرواح لم تصمت...
هواتف ذكية تجر خلفها أيادي في تلك الأجساد علقت... لا تعرف عقولها حقا ما تريد...
وها هو يكتب الكلمات على هاتف بين يديه عليه يمليها...
تيار من الأجساد في كل إتجاه يَصْب…
إذا ما ألقيت نظرة على صورة لمدن حول العالم… تذكر أن أرواحا كثيرة هناك تعطي للمكان حيويته… مهما كانت أشكالهم ألوانهم أطوالهم أوزانهم أفكارهم… سيل منهم في كل مكان له حياة يعطي…
و في غير مكان هناك أرواح تزيد الزوايا وحشة وترفع ضجيجا أخاف الأنفس قبل ولادتها...
وما الآثار على الأرض إلا بقايا أرواح بأجسادها من هناك مرت ...
فأترك أثرا بالحياة حيثما كنت...
شكراً…