السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نسمات المساء من الشرفة تخترق الستائر على مكتبه تداعب الأوراق و الدفاتر القديمة تعزف رقيق ألحان على صفاء نفسه بإنسجام وهدوء...
يُقلِّب مذكرات قديمة، تخبره عن ذكريات بكلمات يوما بحبر فكره كتبها، لا يذكر الآن أنه صاحب قلمها...
يدعوه للإبتسام سطر و للدهشة آخر، كلمات هنا تمعنت فيها المعاني تثير فضوله ليكمل حتى آخرها... مر ببعض الأحاديث القديمة في قصة عابرة كتب أو مشهد منها... إذا ببراءة ضحكة خافتة صاحبتها من بين الأسطر و الكلمات تمر، تغادر الصفحة إلى غيرها فيقلبها مسرعا ليعرف من هي... يلاحقها...
توقف لحظة عندما رأى وجها يختفي بين الأحرف خجلا ليشتعل صدره بنبض داعب القلب و له رق الإحساس ولان... وجه أكمل من القمر يكسوه الحياء لا يرتفع له طرف و له خد كحب الرمان أحمر...
تكبلت على الصفحة يداه ولها أسيرا وقع، وشجاعته العقل خان ... فهذا ملاك لا يشبه أيا ممن في حياته عرف ... أسحر هذا أم واقع من خيال الإنس والجان... إلتفتت عنه و غابت بين أعمدة الدفتر فتحررت اليد وأخذ يقلب الصفحات مسرعا حتى وصل إلى حيث وجدها عند جدول عذب ماء يترقرق جالسة وإبتسامة خجل على الشمس غطت...
توقف لحظة ثم جمع ما بقي من شجاعة لديه و منها أخذ يقترب...
توقف لحظة ثم جمع ما بقي من شجاعة لديه و منها أخذ يقترب...
وها هي الذاكرة إليه تعود وكل سطر يزيده منها قربا... ليذكر أنه ترك كل نساء الأرض وما لهن، وصنع لنفسه من الورق حبيبة عشقها و عشق روحها وأحب السكن إليها... والحديث معها و محاورتها و التأمل في حياءها...
سمعها في آخر سطر بعد الجدول عند التلة بسحر تقول... لا وجود لي إلا بك... وتردد في نفسه قولها... ما أنا إلا حبيبة من ورق...
شكراً