السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أنا لا أحبك ... ولا يعني ذلك أنني أكرهك
ولست أبغضك أو أحسدك ولا أمقتك ...
حتى أني لا أعرفك ، ولكنني من كل قلبي أحب لك الخير ... كما أحبه لي وتحبه أنت لك ...
قد تختلف نظرتنا لذات المسألة و قد يكون الرجاء في نتائجها واحد بيننا ...
لذا فإنه من الأفضل أن نركز على الخلاصة التي نريدها معا ، لا أن نركز على كيف تنظر أنت للمسألة و كيف أنا أراها ...
إقصائي أو إخراجي من المسألة لن يفيدك في شيء ، فلم نخلق مختلفين إلا ليعين بعضنا بعضا ... و ربما الحل الذي تنشده بإسلوبك ... لن يتسنى لك تحقيقه إلا بوجودي وكذا الحل الذي أراه لن يكون ممكنا بدونك أنت ...
نعم لا أحبك ولست ملزما بحبك ... كما أنك لست مطالبا بحبي ... ولكننا بحاجة لأن لا نكره بعضنا و أن نتعايش ...
فقد يكون بيننا رحم ... كبد رطب ... ونتقاسم الأرصفة في شارع واحد ... قد تهرب منك قطتك ... لتأكل من طعامي ... وقد أفقد طائرا ربيته ... ليحط على أغصانك ...
لن تفيدنا الشجرة بعد حرقها ... في أكثر من دفء عابر ... ولكن ثمارها تغذيك و تغذيني ... وظلالها تحميني و تحميك ...
رغم أني لا أعرفك ... ولكنني أبحث لك عن أعذار ... وأريدك أن تفهمني ...
فليس من مصلحتنا خرق قواربنا ليغرق أحدنا الآخر ... فغرقك أنت هو نهايتي ... وإن أنا إنتهيت ... لن يبقى لك من يعينك على تحقيق هدفك ... و ستغرق أيضا ...
بيننا إختلافات كثيرة ... ولكن ما يجمعنا أكثر مما فيه نختلف ...
إختلافاتنا طبيعة ولكن خلافنا قبح نتائج ما نصنع ...
لنقف على ما يجمعنا و نتشاركه و نترك خلافاتنا للأجيال السابقة ...
لا أحبك نعم ... ولكنني لا أكرهك ولا أبغضك ولا أحسدك ... ولست حتى أعرفك ... ولكن أحب لك الخير ...
وأعرف أنك أيضا تحتاج لإستعمال ذات الطرقات وإبنك سيدرس في ذات المدرسة وستحتاج لا أراك الله بأسا لزيارة الطبيب ... وقد يخطر ببالك يوما أن تسافر لتزور أرضا لله واسعة ...