السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حقيقة ... ما أنت فيها؟
سؤال قد لا يخطر ببالك عندما تكون عن العالم منعزلا ... بعيداً منزوياً...
تعيش فيك لوحدك ...
جرب الوقوف في إزدحام بشر ...
كل له شأنه ... كل له هدفه ... لكل نظرته ...
قياسات مختلفة ... لمعاني ذات الأشياء ... نظرات متفحصة ... إنتظار ... أفكار ... وجهات و إتجاهات ...
و ما أنت بين هذا كله ؟
من الأنفس في ذاك الزحام ... من لا يفكر في أكثر من حاضره ... و منهم من يشغله المستقبل ... و غيره كذلك يشغله المستقبل بطريقته ... و بينهم إختلاف كالإختلاف بين طعم السكر ... و الحنضل ... إن كان بيننا من جرب مرارته في حياته جراء سوء أفعال ...
سوء أفعال أم قرارات أدت إلى سيّء النتائج ...
هنا ليبدأ الإبحار في مد و جزر بين مُسير و مُخير ... و بذلك تكون أنت حقاً مُحيّر ... فالناجح يقول أنا إخترت و الفاشل يقول ما كان لي على نفسي أي سلطان إنما على كل ذلك أجبرت ...
و في هذا الزحام ... الكل يرى بعينه ... و إن توافقت الأهداف ... و لكن حقاً ... أين أنت من هذه الحياة ...
إلى أين أنت ذاهب ... و ما هو هدفك ... جمال و روعة ... أم ضيق أنفاس و قلة إحساس ...
غرفة كغيرها ... متسعة ... و لكنها تضيق بكثرة الأفكار ... تضيق بكثرة الحائرين فيها بما يحدث خارج غرفتهم ...
شجاعة بسيطة يتطلبها أحدهم ليفتح النوافذ ... و يرحب بأنفاس جديدة ... تغير ما بداخل أعماقهم ...
لحظة ... !
إلى أين يقودك هذا الحديث ... من أنت في هذه الحياة ؟
أم ما أنت منها ...
كيف لك أن تعرف ... و أنت في غرفة ضجيجها غطى على إحساس أفكارك ... غطى على أنت الحقيقي ... غطى على صفاء ... أساس قواعد عليها بنيت ...
كل يعرف نفسه على أنه فعل كذا ... إجتاز مرحلة كذا ... و له على ذلك ... تعريف مختصر ... مهندس ... باحث ... عالم ... فنان ... محاضر و متلقي ...
و ما التعريف الأصح للجميع يا ترى...
أرواح في غرفة إجتمعوا ... بحثاً ... عن شيء ... بحثاً عن ... أين أنا من هذه الحياة ؟...
أين أنا في هذه الحياة ... هل سأحجز منها مقعداً ... لِغَد ... هل سأترك فيها بصمة لبعد ...
سأخرج من هذه الغرفة ... كما سيخرج الجميع ... و لن يبقى فيها إلا ...
آثار تركها كلٌ ، كان عن ماهو في هذه الحياة يبحث ...
فهل تعرف حقاً ... ما أنت في هذه الحياة ...
شكرًا ...