السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مربع مضيء …
تراقبه العين و تتنقل بينه وبين أسفله حيث مربع بقطع بلاستيكية عليها أحرف مرمية … بعثرت بنظام عليه إعتادت أصابع تلامس كل قطعة من تلك المربعات الصغيرة … كما يأمرها عقل يستقر بذات الجمجمة التي تحمل العين …
صدر يرتفع لينخفض ليرتفع و ينخفض … لما؟
لأنه على قيد الحياة بإذن ، يُبقي تلك العين في مراقبتها تستمر ، و تلك الأصابع على قطع البلاستك في المداعبة تستمر … وجميعهم… على هيكل العظام المكسو لحما يرتكزون … و أين هو؟
هو أمام ذاك المربع المضيء يقبع … لا يهم حجمه ، نوعه أو صنعته … مادامت الأحرف يمكنها أن تأخذ مكانها فيه ، مادام للصور من خلاله يمكن أن ترتسم … و الصوت عن صاحبه يعبر … والأفكار منه ينقل … لا حاجة لمكان ... ولا لبعد أو زمان ... مادام أمامها ...
كل ذلك يتسلل من خاطر بالعقل ، لمداعبة للأحرف لترتسم صورها على ساحتها البيضاء ، لتنطلق حتى تستقبلها عين أخرى في جسد آخر و مربع آخر في عالم و مساحة أخرى … و قلب غيره ينبض بإذن … ليعرف ما حدث قلب به نفسه في مكانه أمام مربعه المضيء … فينبض هذا بنبض ذاك … وقد تستجيب الشفاه بإبتسام عن ذلك خفيف … و بهجة في الخاطر به تنتفض …
تستسلم … أو به تنتشي … لا مكان لمسطلحات اليأس و السؤد و …
لم أعد أملك تلك القائمة الطويلة التي تنتشر في كل مكان ، ليستعملها أصحابها و كأنها ضرورة يجب أن تكون من ضمن نسيج كل مفهوم و موضوع يحاك … لا … لا قسوة ولا يأس ولا سؤد ولا تراجع … فليست الأحرف على تلك القطع إلا ناقل لما فينا بنا يدور …
أنا أرسل و هو يستقبل … ليرسل هو و غيرنا يستقبل … لسنا سلة تتلقى و تدفن … بل نحن نبع يفيض و يتبادل …
ماذا يقول … لن يرغب في الإفصاح عن ما في خبايا ذاك الكيان يجول … ولكنه … بروح فيه قلباً بالمحبة للخير ينبض …
قلب خلف الشاشة … ينبض … كقلوب كثيرة … في الأرض تبعثرت … لتنبض في مكانها لأجل ما تريد …
خيراً تريد ... و أنت خلف مربعك الآن ... قلبك للخير إفتح ... و قلبي لك أينما كنت ... مسرح ...
نلتقي ... يوماً ... بلا شاشات ولا أحرف ... فقط قلوب على محبة في الله عاشت ...
شكراً...